محمد الحبيب السلامي يرد على التحية بتحية…

كتب: محمد الحبيب السلامي

….تحية عطرة في رسالة رد وودّ للصديق يوسف الرمادي،

السلام عليكم ورحمة الله، وبعد فقد انتظرت ردك على رسالتي لأنني كما عهدتني في نادي الثلاثاء الذي كنّا نلتقي فيه قبل الكورونا وفارقنا فيه في سنوات الكورونا إلى الدار الباقية أعضاء أعزاء آخرهم حمادي الغالي رحمه الله، عهدتني  أحب الحوار، وإن كان على خلاف واختلاف…

ومن خالفني أقدره، يشهد لي على ذلك المفكر المصري المرحوم فرج فودة الذي سجل شهادته في جريدة ‘الصدى’ يوم عاد إلى تونس وبحث عني وزارني في صفاقس…قد تقول يا صديقي يوسف…لماذا هذا الاستطراد؟

لأقول لك أيضا..إنني ألفت الكتب في التربية الإسلامية للتعليم الثانوي  في عهد بورقيبة وليس في عهد حميدة النيفر، وألفت كتابا مع بعض الأساتذة في عهد من جاء بعد حميدة النيفر، فحُرمنا من حقوقنا والوزير المرحوم محمد الشرفي لا يعلم بذلك…وآخر استطراد أقول لك فيه…
إن متفقدي التعليم الثانوي كانوا في عهد بورقيبة هم الذين يقترحون البرامج ويشرفون على تنفيذها

…وبعد…هل تحفظ بيتا للإمام الشافعي يقول فيه وقد حفظته منذ الصغر وأستنير به

..وعين الرضا عن كل عيب كليلةََ…كما أن عين السخط تبدي المساويا…

أ لا ترى يا صديقي يوسف أن هذا البيت يصدق على من يتحدثون عن الإسلام والمسلمين في تونس اليوم وقبل اليوم؟  هل تذكر كيف فتحت المساجد في كل المعاهد الثانوية في عهد الوزير الأول المرحوم محمد مزالي وصارت صلاة الجماعة علنا وخلف إمام ومديرو المعاهد يباركون ذلك كما يباركون خلايا البحوث الإسلامية في المعاهد ولجان التنسيق الحزبي تشجع المشرفين عليها؟ثم ماذا حدث؟
أغلقت المساجد في المعاهد وطوردت خلايا البحوث الإسلامية؟ هل تعرف لماذا ؟ أليس لأن السياسة كانت تحتاج للإسلاميين فنظرت إليهم بعين الرضا ولما رأت السياسة من الخير لها معاداتهم نظرت إليهم بعين السخط وقالت فيهم مقالات السخط ونشرت المساوئ والتهم؟
…هل تذكر أن مثل هذا حدث في عهد المرحوم محمد الصياح؟
…يا صديقي يوسف، لقد قضيت تسع سنوات في التعليم الزيتوني ، والتعليم الزيتوني يمثل الإسلام…ورأيت بعيني  وسمعت بأذني زعماء حزب بورقيبة وهم يخطبون في جامع الزيتونة مؤيدين صوت الطالب الزيتوني، ولما دعت السياسة إلى الانقلاب  عليها انقلبوا….ثم لما احتاجوا إليها عادوا يترحمون على موتاها…
أليس الحديث عن الإسلام لا يكون منصفا وعلميا إلا من طرف شخص بعيد عن السياسة؟
…فهل يوجد هذا اليوم في ديارنا وديارنا غرقى في السياسة؟
…إليك تحيتي بعطر الفل والياسمين من حديقتي 

المصدر : الصريح

Load More Related Articles
Load More By Assarih

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *