محمد الحبيب السلامي يتذكر ويتحسر: كان كبش العيد…

كتب: محمد الحبيب السلامي

كان كبش الأضحية في بيوت صفاقس، في بيوت كثير من الأغنياء يشترونه قبل العيد بشهور، ويبقى في اسطبل الحيوانات بالبرج ليلا وفي ظل شجرة من أشجار الجنان نهارا…

..وهو يعلف فضلات الهندي والبطيخ والدلاع في أمن وأمان…وكان كبش العيد في بيوت كثير من الفقراء، كان الفقير والعامل البسيط يشتري قبل العيد بشهور كبشين ضعيفين رخيصين ويتولى الزوجان علف الكبشين من الأعشاب الطفيلية، ومما يجمعانه من الفضلات حتى إذا جاءت العواشر سلما أحد الكبشين للدلال يطوف به في شوارع المدينة للمزاد، وبالثمن المرضي يتم بيعه، وبالثاني تكون أضحية العائلة…

كان ذلك كذلك يوم كان الأمن مستتبا…ولما حلت البيوت العصرية محل البرج، وأصبحت العمارات تغطي أراضي الجنان عوض الأشجار، وظهرت اللصوص بالثقافة العصرية السينمائية غاب  كبش الأجداد والآباء عن بيوت الأغنياء وصار لا ‘يبعبع’ في البيت إلا يوم العيد…

وغاب كبش الفقير إلا ما جاء من التسول أو لحم كتف جاء صدقة من أضحية الغني في العيد، إن ضحى الغني ورضيت زوجته العصرية بـ (حوسة العيد)…  

المصدر : الصريح

Load More Related Articles
Load More By Assarih

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *