الهوارية: مسابقات الصيد بالساف وحفلة الطرودي أسعفتا المهرجان من الرسوب

انتهت الايام التنشيطية الثلاثة تحت يافطة مهرجان الساف بالهوارية وانتهت مسابقات الصيد بالساف بسلام وهدأت النفوس رغم النواقص العديدة ككل تظاهرة ثقافية في بلادنا…

تراجع واضح

لكن لا ننفي ان هناك تراجعا واضحا على مستوى البرمجة من حيث الكم والكيف والابتكار وخاصة على مستوى تنشيط المدينة الذي بقي ضعيفا الى ابعد الحدود في غياب فقرة الاستعراض المعهودة لصباح يوم الاحد لابراز الموروث الثقافي الحقيقي لمدينة الهوارية واهاليها على مر الاجيال، كما تعودنا عليه في فعاليات مهرجان الساف في السنوات الخوالي بلا تقنيات حديثة ولا ذكاء اصطناعي ولا موارد مالية كبيرة…

لمّ الشمل

لكن بالانسجام و المحبة ونكران الذات تحققت المعجزات، وعلى هذا الاسأس يجب البناء على الايجابيات وترك السلبيات جانبا والانطلاق منذ الان في لم شمل كل الطاقات الواعدة وكل الكفاءات التي تعج بها الهوارية ان اردنا النجاح لهذا الصرح الثقافي العريق بعد فقدان بريقه وتوهجه المعتادين لظروف معروفة ليس المجال للتطرق اليها الآن…

ولا بد من القطع مع سياسة لي الذراع و صحة الرأس والتعنت و التناحر بين الاخوة الاعداء والعمل على ايجاد الآليات من اجل اقامة فعاليات مهرجان تليق بعراقته واسمه،وتليق باهالي الهوارية وترفع رؤوسهم امام زوارها، وكانت السهرة الفنية لمساء السبت مع الفنان معز الطرودي هي الفقرة المضيئة على الاقل من ضمن كل الفقرات التي صيغت على عجل بعد تململ الاعضاء المكلفين بتسيير فعاليات المهرجان من قبل السلطة المحلية لعدم حصولهم على قرار تعيين رسمي من السلطة الجهوية يسهل عملهم رغم ضيق الوقت .
وكانت سهرة السبت في فضاء جمعية البيازرة الصغير المخصص للاعراس بأضواء كاشفة غير متناسقة تعيق الابصار بالكاد تتعرّف على من بجانبك وسامح الله من اقترح وقرر ووافق على استغلال هذا الفضاء لسهرة كانت تكون انجح لو تحلى الجميع بقليل من الدراية والاستشراف، وكان اولى بالمنظمين استغلال ساحة المدينة ” الدويرة ” التي احتضنت في السنوات الخوالي حفلات كبار الفنانين على غرار نعمة و صفوة و يوسف التميمي وقاسم كافي وبلغيث الصيادي رحمهم الله و الفنانة سلاف و درة الفورتي وغيرهم من الفنانين الاحياء…

وكانت كل السهرات ناجحة الى ابعد الحدود فنيا وتنظيميا وامنيا لأن فضاء جمعية البيازرة هو ملعب الساف و “البرني” بالأساس حيث نشاهد ابداع البيازرة يعانق الطبيعة والسماء يتسع للجماهير المنتشرة في ساحة المسابقة حيث تتفنن الطيور في مراوغة سلاطينها في الهواء مع صيحات المتفرجين الذين هبوا على مسرح لعب الصقور من كل حدب وصوب، لكن يبقى الفضاء المخصص للحفلات الفنية غير مستجيب لاحتضان جماهير حفلات المهرجان كما هو مستجيب لحفلة عرس او ” وطية عرس ” في غياب فضاء كبير على شاكلة مسرح هواء طلق يستجيب لكل متطلبات احتضان التظاهرات الجماهيرية الكبيرة…

جمعية واحدة

وهذا يحتم عليهم التفكير في الاندماج الفوري في جمعية واحدة تفرزها انتخابات حرة وشفافة تعتني بالتنشيط الثقافي واقامة المهرجانات اضافة الى دور جمعية البيازرة الحالي، ويكون النشاط على مدار العام ولا يقتصر على مهرجان الساف بقصر مدته و تدخل المدينة في سبات ثقافي حاد طيلة فصل الصيف رغم بيئتها الثقافية والسياحية المميزة، كما يتوجب تشريك كل الجمعيات والمنظمات والمجتمع المدني بكل اطيافه و افساح المجال للشباب التواق والغارق في الابداع والابتكار و حرية التفكير والاقلاع عن السائد البارد والمطلوب من السلطة الجهوية والمحلية التجاوب و المساعدة وعدم اقصاء كل من له نفس تشاركية وفسح المجال لكل من تتوفر فيه الكفاءة والاضافة وهم كثيرون لكنهم مغيبون…

ماذا لو؟

غير ذلك سيبقى المهرجان بعيد عن المستوى المطلوب الى ابد الأبدين، ولو تسنح الفرصة الى اجوارنا في مدينة قليبية بتنظيم دورة واحدة لهذا المهرجان سترون العجب لحسن تدبيرهم وقوة لحمتهم رغم الاختلاف في الرؤى، لكن مع سمعة قليبية لا مجال للنقاش!
وعلى هذا الاساس نوجه نداء اخوي الى كل ابناء الهوارية ترك الخلافات جانبا مهما كانت وتغليب مصلحة المدينة على كل المصالح الفردية الزائلة و الاجتماع في اقرب وقت ممكن في اي مكان ترونه صالحا وفضاء جمعية البيازرة هو الاصلح والانسب لاحتواء الجميع ولم الشمل برعاية بعض الحكماء التي تعج بهم الهوارية في جلسة “تفريغ القلوب” تعقبها توافقات و الانطلاق في رسم سياسة جديدة يقبلها الجميع باغلبية الحاضرين تضمن في مسودة سلوك كدستور للعمل به والتحضير للتظاهرات الثقافية القادمة ومنها مهرجان الساف حتى نرتقي بمدينة الهوارية الى المكانة التي تستحقها بعيدا عن التجاذبات السياسية والحزبية والاديولوجية…
كما على السلطة الجهوية والمحلية التسريع في انجاز مسرح الهواء الطلق المندرج ضمن برنامج التنمية المندمجة منذ سنة 2018 للمساعدة على تنظيم التظاهرات الثقافية المتنوعة والقطع مع الساحات العامة و الفضاءات الخاصة غير المؤمنة وغير الصالحة لاحتضان المناسبات الجماهيرية.

عزوز عبد الهادي

المصدر : الصريح

Load More Related Articles
Load More By Assarih

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *