الطبوبي: عازمون على توسيع المشاورات لتأسيس حوار وطني ثالث

أكد امين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي ان المنظمة الشغيلة استبشرت خيرا بالتدابير الاستثنائية التي اتّخذها رئيس الجمهورية يوم 25 جويلية وتوسمت خيرا في  رئيس الجمهورية قيس سعيد لاحتضان الحوار الوطني ورعايته لإنهاء حالة العطالة التي أفضت إليها خيارات الائتلافات الحاكمة المتعاقبة، ومنظومة الحكم التي تعود لها مسؤولية تفقير الشعب وتخريب اقتصاد البلاد واستنزاف ماليّتها ومواردها وارتهان القرار السيادي التونسي  للدول والدوائر الأجنبية المالية العالمية.

وقال الطبوبي “لقد باركنا تلك المبادرة الاستثنائية وانتصرنا لها ورأينا فيها منطلقا لإنهاء التجاوزات، ولِكبح جُموح المصالح الحزبية المتدافعة، ولتجاوز فشل العشرية السابقة التي ارتهنت كلّ مسعى نحو استكمال مسار الانتقال الديمقراطي ومباشرة الإقلاع الاقتصادي الدامج للأبعاد الاجتماعية والبيئية المؤسّس على مفهوم العمل اللائق”.

قال نور الدين الطبوبي أمين عام  الاتحاد العام التونسي للشغل إنّ المنظمة حريصة على تكريس النظرة الاستباقية بتشكيل لجان للنظر في هذه التعديلات معلنا عزم المنظمة على توسيع التشاور بالتنسيق مع الأطراف والمنظّمات التي يتقاطع معها في الثوابت والمبادئ للدعوة للقاءٍ وطنيٍّ يُثمِرُ قوّة اقتراح سياسية واجتماعية وحقوقية ومدنية لا يستهان بها بمعيّة شخصيّات وطنيّة ثابتة يؤسّس لتوجّه وطني ثالث عنوانه الإنقاذ في كنف السيادة الوطنية.

وأوضح الطبوبي ان نفس الإشكاليات ما زالت مطروحة وتحتاج إلى وقت لمعالجتها على غرار البطالةٌ المستفحلة، والفقر الضارب في أعماق البلاد، والمشاريع الاستثمارية المعطّلة أو التي تمّ تحويل وجهتها، والملفّات القضائية المعلَّقة التي أدخلت الشكّ في استقلالية القضاء وسلطان القانون، من ذلك قضية الجهاز السرّي وقضيتيْ اغتيال الشهيدين شكري بالعيد ومحمد البراهمي وقضايا اغتيال الأمنيين والعسكريين والمدنيين وقضايا الإرهاب وقضيّة الرشّ في سليانة.

ومن بين الاشاليات التي مازالت مستفحلة وفق الطبوبي، تفعيل تقريري محكمة المحاسبات والتفقدية العامة لوزارة العدل بخصوص الجرائم الانتخابية وجرائم الفساد والإرهاب والتسفير والاعتداءات على المنظّمات ومنها الاعتداء علىمقر الاتحاد يوم 4 ديسمبر 2012 والاعتداء على الأحزاب والشخصيات وأصحاب الكلمة الحرّة وفق قوله.

وقال الطبوبي ان الشعب التونسي لا يطالب بالكثير بل يريد فقط توضيح الرؤية والوجهة العامة للبلاد، واستعادة الثقة بخصوص إدارة الشأن العام، واستعادة الأمل والاطمئنان على مستقبله ومستقبل أبنائه.

واردف الطبوبي القول “الوضوح اليوم هو عنوان المرحلة وهو السبيل الأفضل والأسلم لإحلال الثقة، ومن دونه تهيمن الفوضى، وتتحوّل الدولة من قاطرة النمو إلى عون مطافئ يلهث وراء الأحداث والأزمات وما أكثرها”.

وأكد الطبوبي في كلمته بمناسبة احياء الذكري 69 لاغتيال الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد التونسيين يرفضون العودة إلى ما قبل 25 جويلية، لكنّهم يعتبرون أنّ من حقّهم معرفة الطريق الذي ستسير نحوه البلاد، ومن حقّهم مساءلة أيّ مسؤول بشأن ما يعتزم القيام به في إطار المسؤولية المنوطة بعهدته.

وبين امين عام اتحاد الشغل أن بناء الديمقراطية واستكمال مسارها لا يستقيم من دون وسائل ديمقراطية ومن دون تطوير ثقافة الحرية والمواطنة ومن أهمّ هذه الوسائل الفصل بين السلطات، وتنقيح القانون الانتخابي، ومراجعة قانون الأحزاب والجمعيات والدعوة لانتخابات سابقة لأوانها تكون ديمقراطية وشفّافة، ومراجعة مجلة الجماعات المحلية والقوانين المنظمة للهيئات الدستورية وفي مقدمتها الهيئة المستقلّة للانتخابات، وتفعيل دور الهيئات الرقابية وإيجاد الصيغ الكفيلة بضمان بعث محكمة دستورية مستقلّة فعليا وغير خاضعة للتّأثيرات السياسية.

 

الحبيب وذان

المصدر : موزاييك ف م

Load More Related Articles
Load More By Mosaique Fm

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *