يمرّ النّادي الرياضي الصفاقسي حاليّا بظروف حسّاسة نتيجة تواصل تأجيل موعد الجلسة العامّة الانتخابية للفترة النيابية 2022-2024 بسبب العزوف عن التّرشّح لرئاسة وعضوية الهيئة المديرة في ما لا يقلّ عن 6 مناسبات متتالية.
والشّيء الواضح هو أنّ تواصل التّسيير المؤقّت عاد ليلقي بظلاله مجدّدا على الأجواء الدّاخلية للنّادي، خاصّة مع عودة الحديث عن الأزمة المالية الخانقة وغياب الدّعم المالي، إلى جانب تراجع النّتائج وعودة “التّسيير الرّعواني” الذي أضرّ كثيرا بالجمعية وأصبح يهدّد كيانها ومستقبلها.
مأزق
الهيئة التّسييرية الحالية وجدت نفسها في مأزق بسبب عجزها عن صرف مستحقّات اللّاعبين والمدرّبين في مختلف الفروع والأصناف. كما أنّ ملفّ تجديد عقود بعض اللّاعبين لا يزال يراوح مكانه، إضافة إلى عدم توفّر مبالغ تساعد على القيام بالانتدابات الضّرورية التي يطالب بها المدرّب المصري حسام البدري حتّى يكون بإمكان فريق كرة القدم استعادة بريقه وإشعاعه والعودة إلى المراهنة على لعب الأدوار الأولى انطلاقا من الموسم المقبل.
من جهة أخرى، يبدو أنّ الخلافات داخل الهيئة التّسييرية نفسها، رغم العدد المحدود لأعضائها، بدأت تؤثّر سلبيّا على أجواء النّادي وعلى مسيرته، إضافة إلى وجود ضبابية ناتجة عن عدم وضوح الرّؤية بخصوص مستقبل الجمعية وإمكانية إيجاد مخرج من الوضع الاستثنائي والمؤقّت الذي تعيشه “قلعة الأجداد” منذ يوم 26 جانفي 2022 – أي منذ سنة ونصف السّنة تقريبا.
اجتماع هامّ
حسب المعطيات المتوفّرة لدينا، ستعقد الهيئة العليا للدّعم بمعيّة الهيئة التسييرية وهيكل “سوسيوس سي آس آس” اجتماعا في نهاية الأسبوع الجاري وذلك في إطار التّشاور بين مختلف الأطراف حول عديد المسائل، ومن ضمنها ضبط قائمة اللّاعبين المغادرين وتجديد عقود بعض اللّاعبين وحاجيات الفريق من الانتدابات.
كما سيتمّ خلال هذا الاجتماع استعراض الوضع الذي يعيشه النّادي والسّعي لإيجاد الوسائل الكفيلة لتجاوز الوضعية المالية الصعبة، إلى جانب تحديد موعد جديد للجلسة العامة الانتخابية اعتبارا لضرورة تسليم المشعل لهيئة منتخبة والخروج من الوضع الاستثنائي.
هذا ما يطالب به الأحبّاء
أحبّاء السّي آس آس يعيشون حاليا حالة من القلق والحيرة بسبب الوضع الذي يمرّ به ناديهم، والذي جعلهم متخوّفين من إمكانية دخوله مجدّدا في متاهات بإمكانها أن تعصف بآمالهم في قدرته على التّعافي وتجاوز أزماته قصد استعادة مكانته والعودة إلى صولاته وجولاته بداية من الموسم المقبل.
لذلك، يطالب أحبّاء الأبيض والأسود بالتفاف جميع من تهمّه مصلحة الجمعية ومصلحة الجهة حول “قلعة الأجداد” ووضع اليد في اليد حتّى تتضافر الجهود ويكون بالإمكان تفادي الانهيار الذي أصبح يهدّد هذا الصّرح الشّامخ.
من جهة أخرى، ينتظر أحبّاء السّي آس آس من رئيس الهيئة العليا للدّعم، عبد العزيز المخلوفي، القيام بالخطوات الضّرورية للقطع نهائيّا مع الوضع الاستثنائي والتّسيير المؤقّت للجمعية، والعمل على تزكية أحد الوجوه الفاعلة داخل أسرة النّادي لتقديم ترشّحه على رأس قائمته حتّى يتمّ عقد الجلسة العامّة الانتخابية وانتخاب هيئة مديرة بإمكانها أن تكون صمّام الأمان لمستقبل أفضل لهذا النّادي العريق!
محمّد كمّون
المصدر : الصريح
