أجمع ممثلو هياكل المهنة الصحفية المشاركون في ورشة حول إصلاح الإعلام السمعي البصري العمومي والخاص الثلاثاء 14 جوان 2022 على غياب الإرادة السياسية لإصلاح الإعلام طيلة عشرية الانتقال الديمقراطي .
وأقر رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي في تصريح لموزاييك بفشل إصلاح الاعلام طيلة السنوات الماضية التي اعتبرها فترة كافية لاصلاح هذا القطاع الحيوي مؤكدا في الوقت نفسه أن كل الحكومات المتعاقبة بعد الثورة لم تتخذ سياسات عمومية واضحة وتعاملت مع ملف الإعلام كمؤسسات سواء كانت عمومية أو خاصة كمؤسسات يمكن تطويعها لخدمة اجنداتها السياسية.
غالبية القنوات التلفزية أصبحت سوقا
وأشار نقيب الصحفيين الى أن غالبية المؤسسات الإعلامية الخاصة اتخذت منحى الاثارة والابتذال وخلقت نموذجا لإعلام مشوه لتصبح أغلب القنوات التلفزية بمثابة السوق الذي تعرض فيه البضائع التجارية.
كما تطرق محمد ياسين الجلاصي إلى التدخل السياسي في وسائل الإعلام في ظل صمت أجهزة الدولة التي لم تحرك ساكنا أمام تحكم بعض الأحزاب في وسائل الإعلام واستغلالها في العمليات الانتخابية إضافة إلى حماية هذه الأحزاب للقنوات التلفزية غير القانونية.
وبينت عضو هيئة الاتصال السمعي البصري سكينة عبد الصمد أن المشهد الإعلامي رغم تحقيق الثورة لمكسب حرية الإعلام والصحافة لم يرتقي إلى المستوى المطلوب طيلة عشرية الانتقال الديمقراطي وشهد حتى ارتدادات في الإنتاج والانتاجية.
وأفادت سكينة عبد الصمد إلى أنه بالرغم من تعدد الورشات وحلقات النقاش مازال بعض الصحفيين لا يفرقون بين الإعلام العمومي والحكومي.
وأشارت عضو هيئة الاتصال السمعي البصري إلى وجود بعض المؤشرات التي تبين وجود تهديدات بامكانها العودة بالمؤسسات الإعلامية العمومية إلى مؤسسات ناطقة باسم الحكومة.
وأفاد ممثل منظمة مراسلون بلا حدود مكتب شمال إفريقيا سمير بوعزيز بأن العديد من المشاكل في القطاع الإعلام كان بالإمكان حلها لو توفرت الإرادة السياسية فضلا عن عدم تطبيق توصيات هياكل المهنة الصحفية من قبل كافة الحكومات بعد الثورة.
وأشار بوعزيز إلى التدخل الكبير لمراكز النفوذ المالي والسياسي في الإعلام الخاص والتي تقوم من خلاله بتوجيه الرأي العام مما جعلها تجنح نحو صناعة إعلامية لا تعبر بالضرورة عما يراد من الإعلام.
المصدر : موزاييك ف م
