سمير ديلو لـ”الصباح نيوز”: لا أرتدي جبة النهضة .. وهذا ما أقوله عن مساندة عماد الحمامي لسعيد

-الإستفتاء فاشل قبل أن يبدأ فهو تتويج لمسار أحادي بدأ

اعتبر سمير ديلو المحامي والناشط السياسي في حوار لـ”الصباح نيوز” أنه لا يرتدي جبة حركة النهضة وأن الجبّة الوحيدة التي ارتداها طيلة حياته هي جبّة المحاماة، وكشف عن أسباب عدم انضمامه إلى أي حزب سياسي بعد استقالته من النهضة، وقال لعماد الحمامي أنه سيكتشف عاجلا أو آجلا أن من يسانده يحمل الإحترام لكثير من معارضيه وإن استهدفهم وواجههم أكثر ممّا يحمله لبعض من  يساندونه، وذكر أن نظرة مؤسسي الحزب الجديد لعبد اللطيف المكي تقوم على السّعي للتّموقع في ساحة الشّأن العام على أساس إيجابيّ دون التوقّف عند الصّراعات الإيديولوجيّة أو السّياسويّة، وأن تجميد الحساب البنكي للغنوشي إجراء قضائي تحفّظيّ عادي.

وهذا نص الحوار:

هل خيرت التوجه إلى العمل الحقوقي بدل العمل الحزبي؟

أنا في قلب العمل السّياسي من خلال عضويّة الهيئة التّنفيذيّة لجبهة الخلاص الوطني ومعارضتي الصّريحة لمنظومة الحكم الفردي الشّعبويّ على جميع الواجهات :  الحقوقية والإعلاميّة وفي ساحات المحاكم وحيثما كانت هناك انتهاكات ومظالم ..

لماذا ترفض العمل السياسي في الوقت الحاضر؟

لم أتوقّف عن العمل السّياسي منذ أوّل اجتماع سياسيّ حضرته سنة 1979، ولكنّي لم أجد في نفسي ما يكفي من الإقتناع والحماس لأدخل تجربة حزبيّة جديدة.

كيف تنظر إلى حزب عبد اللطيف المكي الجديد “العمل والإنجاز” وهل تراه قادرا فعلا على الانجاز؟ وهل تتفق مع رؤيته الحالية؟

لا أظنّ أنّه حزب عبد اللطيف المكّي، رغم أنّه الشّخصيّة الأبرز فيه، وما أعلمه عن النّقاشات الطّويلة والعميقة التي سبقت تأسيس هذا الحزب أنّ نظرة مؤسّسيه للفعل الحزبي تقوم على السّعي للتّموقع في ساحة الشّأن العام على أساس إيجابيّ تحت شعار : ما ينفع النّاس، دون التوقّف عند الصّراعات الإيديولوجيّة أو السّياسويّة وأن تكون قوّة الإقتراح والفكرة والمشروع مقدّمة على التّنافس على المسؤوليّات،

وما أعلمه أنّ حوالي ثلث المؤسّسين فقط هم من النّشطاء ذوي التّجربة الحزبيّة السّابقة في حركة النّهضة، وبعض ما أعلنه في ندوة الإعلان عن حزبهم هو من حصائل القراءة النقديّة للتجربة الحزبيّة السّابقة لمن استقالوا في العام الماضي من حركة النّهضة.

كيف ترى قرار تجميد الحساب البنكي لرئيس الحركة لراشد الغنوشي على خلفية التحقيق في قضية جمعية نماء التنموية؟

هو إجراء قضائي تحفّظيّ عادي ، والقانون فوق الجميع ( دون محاباة ولا توظيف ) ولكنّ الطّابع السّياسي للملاحقات القضائيّة لمعارضي منظومة سعيّد وتنسيقيّاته لم تعد خافية خاصّة بعد استهداف القضاة الذين رفضوا توظيفهم في معركة منظومة سعيّد ضدّ جميع المعارضين لمسار ترسيخ الحكم الفردي بالقوّة الغاشمة ثمّ لمسار السّعي لدسترة الإنفراد بالسّلطة .

ماهو رأيك بخصوص تصريح عماد الحمامي بأنه “كان لا يمكن الوصول الى الطابق الخامس بمقر حركة النهضة حتى بالنسبة لقيادات الحزب من الصف الاول، هذا دون اعتبار غرفة العمليات بالنحلي وعلاقات الغنوشي المرتبطة بشخصه فقط”؟

أفضّل عدم التّعليق على ما يقوله ويفعله الحمّامي، ولكنّي أقول له ستكتشف عاجلا أو آجلا أنّ من تسانده يحمل من الإحترام لكثير من معارضيه ،وإن استهدفهم وواجههم، أكثر ممّا يحمله لبعض من  يساندونه .

أي نجاح أو فشل للاستفتاء تتوقعه؟

الأمر لا يتعلّق بتوقّع بل بمعاينة: الإستفتاء فاشل قبل أن يبدأ، فهو تتويج لمسار آحادي بدأ بالإنقلاب على الدّستور وعلى المؤسّسات المنتخبة والهيئات المستقلّة وانتهى بالإنقلاب على هيئة أنشأها ” باعث الإستفتاء ” بنفسه وكلّفها بكتابة دستور ألقاه أرضا وعرض على الإستفتاء مشروعا رديئا شكلا ومضمونا، محشوّا بالأخطاء اللّغويّة و الصّياغات الرّكيكة وهفوات التّبويب وفصول مكرّرة ، وكان محكوما بفكرة مركزيّة : نظام سياسيّ يكون محوره ومركزه رئيس جمهوريّة لا يسائله أحد و غير قابل للعزل رغم أنّ له كل الصّلاحيّات التّنفيذيّة  بمساعدة حكومة مسؤولة أمامه ولا يمكن توجيه لائحة لوم لها إلاّ بشروط تعجيزيّة،

سعيّد سيصوّت له : إمّا الجاهلون بأنّه يؤسّس لجمهوريّة سعيّد وتنسيقيّاته، أو الذين مع علمهم يقبلون بالعيش في بلد ليس فيه فصل بين السّلط ولا توازن بينها ولا ضمانات للتّداول على السّلطة و لامحكمة دستوريّة حقيقيّة ولا قضاء مستقلّ : جمهوريّة سعيّد هي تكرار للأشهر السّوداء التي تعيشها البلاد منذ وعد الإصلاح الوهمي في جويلية الماضي.

البعض لا يزال مصرا بأنك لازلت ترتدي جبة حركة النهضة؟

الجبّة الوحيدة التي ارتديتها طيلة حياتي هي جبّة المحاماة و لا أدري هل يستند هذا البعض إلى معطيات أم إلى مجرّد التّخمين،  كما لا أتصوّر السّذاجة تصل حدّ اعتبار دفاعي  كمحام أو كحقوقيّ أو كمعارض سياسيّ  عن جميع من يتعرّضون للظّلم والإضطهاد بما في ذلك أعضاء وقياديّو  حركة النّهضة دليلا على ارتدائي لجبّة حزبيّة.

أمّا معارضتي لمسار الإنفراد بالسّلطة فتفتح المجال للتّقاطع مع النّهضة وغيرها ، وكلّ من يقول كلمة حقّ في وجه الظّلم هو رفيق درب مهما كانت الإختلافات.

حوار : درصاف اللموشي

المصدر : الصباح نيوز

Load More Related Articles
Load More By Assabah News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *