قال مدير عام العلاقة مع المجتمع المدني برئاسة الحكومة مراد المحوبي إن ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا ”تيكاد 8” التي ستنعقد بتونس يومي 27 و28 أوت 2022 ستمثل فرصة لطرح حلول عملية لمعالجة ملف الهجرة مع ممثلي الدول الإفريقية المشاركين في هذه الندوة في إطار التعاون المتوازن مع البلدان المضيفة في إشارة إلى دول شمال المتوسط.
وبين المحجوبي أن أغلب الدول الإفريقية هي دول مضيفة ودول عبور ومصدرة للمهاجرين مما يستدعي اعتماد مقاربات جماعية لمعاجلة ظاهرة الهجرة المتواصلة لعشرات السنين بعيدا عن أي مقاربات أُحادية حسب قوله.
وتحدث ممثل الحكومة عن ضرورة تقنين ظاهرة الهجرة وتنظيمها حفظا للكرامة الإنسانية للمهاجرين وضمانا لحقوقهم وذلك عبر اعتماد مقاربة تنموية شاملة تكون فيها المقاربة الأمنية هي المقاربة الدنيا.
وأبرز مدير عام العلاقة مع المجتمع المدني برئاسة الحكومة أن المقاربة التنموية تمكن الدول المضيفة والمصدرة من الاستفادة من هذه الظاهرة التي لعبت أدوارا محورية في حقبات تاريخية سابقة وتكون بمثابة الحل لا المشكل، متحدثا في هذا الإطار عن مساهمة المهاجرين في بناء دول عظمى على غرار الولايات المتحدة .
ويؤكد مراد المحجوبي أن ملف الهجرة أصبح مقلقا لغالبية الدول الإفريقية في هذه الفترة وبإمكان قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا أن تمثل فرصة لممثلي هذه الدول للاجتماع والتنسيق حول هذا الملف الهام خصوصا وأن الاتفاقيات الممضاة في إطار الاتحاد الإفريقي في هذا المجال مازالت تعاني من بعض الإشكاليات في مستوى التطبيق.
وتحدث المحجوبي عن وجود مساعي وضغوطات أوروبية لجعل دول شمال إفريقيا دول لجوء ومحاولات لتوطين المهاجرين الأفارقة في هذه الدول وهذه المقاربة تعتبرها تونس غير صائبة لأنه لا يمكن فرض التوطين على المهاجرين دون إرادتهم مراعاة للجانب الحقوقي والإنساني ومبدأ حرية التنقل فضلا عن أن عملية التوطين بينت التجارب التاريخية أنها غر صائبة وغير ناجعة.
كما أكد ممثل السفارة اللبية بتونس مهند بن عريبي وجود هذه المساعي والضغوطات الأوروبية لتوطين المهاجرين في دول شمال إفريقيا مؤكدا أن الجانب الليبي يدافع عن ضرورة اعتماد المقاربة الإنسانية لمعاجلة ملف المهاجرين واحترام حقوقهم الإنسانية وإرادتهم في حرية التنقل التي تكفلها جميع المواثيق الدولية ووضع آليات تكفل مصلحة المهاجر حسب قوله.
ويؤكد مدير العلاقة مع المجتمع المدني برئاسة الحكومة مراد المحجوبي أن كل الخبراء المختصين في مجال الهجرة باختلاف انتمائهم الجغرافي (من آسيا وإفريقيا وأوروبا) يؤكدون أن التنمية هي الحل بالنسبة لظاهرة الهجرة لا اعتماد مقاربات تقوم على توطين المهاجرين دون إرادتهم.
كريم وناس
المصدر : موزاييك ف م
