القصرين: هدير…إحدى متفوقات الباكالوريا تروي معاناتها…وكيف انتزعت النجاح من قلب الصعوبات (صور)…

تحصلت التلميذة هدير نصري التي تدرس بمعهد حاسي الفريد وتطقن بدوار الطرش عمادة خنقة الجازية التابعة لمعتمدية حاسي الفريد بولاية القصرين، والتي تعد افقر معتمدية حسب مؤشر التنمية على شهادة الباكالوريا شعبة علوم تجريبية بمعدل 16.14 وتنتمي الى أسرة متوسطة الحال…
لكن بفضل عزيمتها واصرارها على الدراسة والنجاح تتحدى كل المصاعب والظروف وغياب الامكانيات، وبمجهود شخصي لا دروس خصوصية وفي غياب مخابر لمادة العلوم التجريبية بمعهد حاسي الفريد تضطر هدير في مناسبات عند غياب حافلة النقل أو عدم توفر وسيلة التنقل الى المشي مترجلة مسافة 50 كيلومتر ذهابا وايابا من منطقتها المهمشة الى المعهد لطلب العلم…
وفي هذا السياق ذكر لنا الدكتور سامي الذيبي اصيل معتمدية حاسي الفريد بالقول.. هدير نصري تلميذة مجتهدة من عائلة فقيرة ومجاهدة في الحياة، تنحدر من وادي الطرش من عمادة الهشيم التابعة لمعتمدية حاسي الفريد من ولاية القصرين، المعتمدية الأفقر في تونس…
هدير تقضي حوالي 50 كلم يوميا ذهابا وعودة من بيتهم الحجري الصغير إلى المعهد الثانوي بحاسي الفريد، ذات المعهد الذي يفتقر لمخبر علمي خاص بالتلاميذ الذين يدرسون مثلها اختصاص العلوم التجريبية.
ناهيك عن الانقطاعات الدائمة والمتكررة لحضور الدروس، جراء سوء الطريق وسوء حالة الحافلات المتهالكة… حافلات إذا قلنا عنها خردة فقد نكون قد أسأنا لأساطيل الحافلات الخردة في تونس والعالم.
هدير تتميز في البكالوريا علوم تجريبية، ولم تدرس حصة واحدة من الدروس الخصوصية فالناس هنالك في الريف القصي من تونس الجديدة لا يقدرون على دفع تكاليف الساعات الخصوصية، وأنا أعرف أن مصروفها اليومي لا يتجاوز نصف دينار أو دينار في أفضل الحالات، لأنني ابن تلك المدينة وأعرف عمق المعاناة، ففي مدينتي كل الظروف تشجعنا على الفشل، في حين يكون النجاح صعبا وصعبا جدًّا.
لذلك لا أشك أن هدير مثلها مثل كثيرين، قد أمضت أياما كثيرة من سنوات دراستها بلا غداء منتصف النهار، رسالتي لك يا هدير ولكل تلاميذ وطلاب تونس الدواخل المنسية، لا تفرطوا في المعرفة، فلا وجه للمقارنة، الحلم سهل المنال ولن تكون الحياة أقسى وأصعب مما عشناه في طفولتنا.
لك المعرفة ولك السّعادة، تقودينها أمامك كما تُقاد الخيل الجامحة إلى الحقول.
هنيئا لك، وهنيئا لنا بك، انتعاشة لذيذة نتنفسها بعمق انتصاراتنا الصغيرة بخشوع عظيم. كما أحي لهذه المناسبة وكلمة حق
و إجلال وتقدير لكل الأساتذة والمربين المكافحين في أرياف تونس، وجميع الإطارات التربوية بحاسي الفريد، على كل المجهودات المبذولة.
متابعة: لطفي التليلي

المصدر : الصريح

Load More Related Articles
Load More By Assarih

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *